الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (14- 16): .شرح الكلمات: {آمنوا}: الإيمان الشرعي: التصديق بالله وبكل ما جاء به رسول الله عن الله، وأهله هم المؤمنون بحق. {خلوا}: الخلُو بالشيء: الانفراد به. {شياطينهم}: الشيطان كل بعيد عن الخير قريب من الشر يفسد ولا يصلح من إنسان أو جان والمراد بهم هنا رؤساؤهم في الشر والفساد. {مستهزئون}: الاستهزاء: الاستخفاف والاستسخار بالمرء. الطغيان: مجاوزة الحد في الأمر والإسراف فيه. الْعَمَه: للقلب كالعمى للبصر: عدم الرؤية وما ينتج عنه من الحيرة والضلال. {اشتروا}: استبدلوا بالهدى الضلالة أي تركوا الإيمان وأخذوا الكفر. {تجارتهم}: التجارة: دفع رأس مال لشراء ما يربح إذا باعه، والمنافقون هنا دفعوا رأس مالهم وهو الإِيمان لشراء الكفر آملين أن يربحوا عزاً وغنى في الدنيا فخسروا ولم يربحوا إذ ذُلوا وعذبوا وافتقروا بكفرهم. {المهتدى}: السالك سبيلاً قاصدة تصل به إلى ما يريده في أقرب وقت وبلا عناء والضال خلاف المهتدى وهو السالك سبيلا غير قاصدة فلا تصل به إلى مراده حتى يهلك قبل الوصول. .معنى الآيات: كما أخبر في الآية الثانية أنه تعالى يستهزئ بهم معالمة لهم بالمثل جزاء وفاقاً ويزيدهم حسب سنته في أن السيئة تلد سيئة في طغيانهم لتزداد حيرتهم واضطراب نفوسهم وضلال عقولهم. كما أخبر في الآية أن أولئك البعداء في لضلال قد استبدلوا الإيمان بالكفر ولإِخلاص بالنفاق فلذلك لا تربح تجارتهم ولا يهتدون إلى سبيل ربح أو نُجْح محال. .من هداية الآيات: 2- إن من الناس شياطين يدعون إلى الكفر والمعاصي، ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. 3- بيان نقم الله، وإنزالها بأعدائه عز وجل. .تفسير الآيات (17- 20): .شرح الكلمات: {استوقد}: أوقد ناراً. {صمٌ بكم عميٌ}: لا يسمعون ولا ينطقون ولا يبصرون. {الصيّب}: المطر. {الظلمات}: ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر. {الرعد}: الصوت القاصف يُسمع حال تراكم السحاب ونزول المطر. {البرق}: ما يلمع من نور حال تراكم السحاب ونزول المطر. {الصواعق}: جمع صاعقة: نار هائلة تنزل أثناء قصف الرعد ولمعان البرق يصيب الله تعالى بها من يشاء. {حَذَرَ الموت}: توقيا للموت. {محيط}: المحيط المكتنف للشيء من جميع جهاته. {يكاد}: يقرب. {يخطف}: يأخذه بسرعة. {أبصارهم}: جمع بصر وهو العين المبصرة. .معنى الآيات: .من هداية هذه الآيات ما يلي: 2- خيبة سعى أهل الباطل وسوء عاقبة أمرهم. 3- القرآن تحيا به القلوب كما تحيا الأرض بماء المطر. 4- شر الكفار المنافقون. .تفسير الآيات (21- 22): .شرح الكلمات: {اعبدوا}: أطيعوا بالإيمان والامتثال للأمر والنهى مع غاية الحب لله والتعظيم. {ربكم}: خالقكم ومالك أمركم وإلهكم الحق. {خلقكم}: أوجدكم من العدم بتقدير عظيم. {تتقون}: تتخذون وقاية تحفظكم من الله، وذلك بالإيمان والعمل الصالح بعد ترك الشرك والمعاصي. {فراشا}: وطاء للجلوس عليها والنوم فوقها. {بناءً}: مَبْنيّة للجلوس عليها والنوم فوقها. {الثمرات}: جمع ثمرة وهو ما تخرجه الأرض من حبوب وخضر وتخرجه الأشجار من فواكه. {رزقا لكم}: قوتا لكم تقتاتون به فتحفظ حياتكم إلى أجلها. {أنداداً}: جمع ندّ: النظير والمثيل تعبدونه دون الله أو مع الله تضادون به الرب تبارك وتعالى. .المناسبة ومعنى الآيتين: .من هداية الآيتين: 2- وجوب معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته. 3- تحريم الشرك صغيره وكبيره ظاهره وخفيه. .تفسير الآيات (23- 24): .شرح الكلمات: {عبدنا}: محمد صلى الله عليه وسلم. {من مثله}: مثل القرآن ومثل محمد في أمّيته. {شهداءكم}: أنصاركم. وآلهتكم التي تدعون أنها تشهد لكم عند الله وتشفع. {وقودها}: ما تتقد به وتشتعل وهو الكفار والأصنام المعبودة مع الله عز وجل. {أعدت}: هيئت وأحضرت. {الكافرين}: الجاحدين لحق الله تعالى في العبادة له وحده المكذبين برسوله وشرعه. .مناسبة الآية ومعناها: .من هداية الآية: 2- تأكد عجز البشر عن الإتيان بسورة مثل سور القرآن الكريم لمرور ألف سنة وأربعمائة وست سنين والتحدي قائم ولم يأتوا بسورة مثل سور القرآن لقوله تعالى: {ولن تفعلوا}. 3- النار تتقى بالإيمان والعمل الصالح وفي الحديث الصحيح: «اتقوا النار ولو بشق تمرة». .تفسير الآية رقم (25): .شرح الكلمات: {تجرى من تحتها}: تجرى الأنهار من خلال أشجارها وقصورها والأنهار هي أنهار الماء وأنهار اللبن وأنهار الخمر وأنهار العسل. {وأتوا به متشابهاً}: أعطوا الثمار وقدم لهم يشبه بعضه بعضاً في اللون مختلف في الطعم. {مطهّرة}: من دم الحيض والنفاس وسائر المعائب والنقائص. {خالدون}: باقون فيها لا يخرجون منها أبداً. .المناسبة والمعنى: في هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى رسوله أن يبشر المؤمنين المستقيمين بما رزقهم من جنات من تحتها الأنهار لهم فيها أزواج مطهرات نقيات من كل أذى وقذر وهم فيها خالدون. كما أخبر عنهم بأنهم إذا قدم لهم أنواع الثمار المختلفون قالوا هذا الذي رزقنا مثله في الدنيا. كما أخبر تعالى أنهم أوتوه متشابها في اللون غير متشابه في الطعم زيادة في حسنه وكماله. وعظيم الالتذاذ به. .من هداية الآية: 2- تشويق المؤمنين إلى دار السلام، وما فيها من نعيم مقيم ليزدادوا رغبة فيهما وعملا لها. بفعل الخيرات وترك المنكرات. .تفسير الآيات (26- 27): .شرح الكلمات: {أن يضرب مثلاً}: أن يجعل شيئاً مثلا لآخر يكشف عن صفته وحاله في القبح أو الحسن. {ما بعوضة}: ما نكرة بمعنى شيء أيّ شيء كان يجعله مثلاً، أو زائدة. وبعوضة المفعول الثاني. البعوضة واحدة البعوض وهو صغار البق. {الحق}: الواجب الثبوت الذي يحيل العقل عدم وجوده. {الفاسقون}: الفسق الخروج عن الطاعة، والفاسقون: هم التاركون لأمر الله تعالى بالإيمان والعمل الصالح، وبترك الشرك والمعاصي. {ينقضون}: النقض الحلّ بعد الإبرام. {عهد الله}: ما عهد به إلى الناس من الإيمان والطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم. {من بعد ميثاقه} من بعد إبرامه وتوثيقه بالحلف أو الإِشهاد عليه. {يقطعون ما أمر الله به أن يوصل}: من إدامة الإِيمان والتوحيد والطاعة وصلة الأرحام. {يفسدون في الأرض}: الإفساد في الأرض يكون بالكفر وارتكاب المعاصي. {الخاسرون}: الكاملون في الخسران بحث يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. .سبب النزول والمعاني: فأخبر تعالى أن لا يمنعه الاستحياء أن يجعل مثلا بعوضة فما دونها فضلا عما هو أكبر. ون الناس حيال ما يضرب الله من أمثال قسمان مؤمنون فيعلمون أنه الحق من ربهم. وكافرون: فينكرونها ويقولون كالمعترضين: ماذا أراد الله بهذا مثلا!؟. كما أخبر تعالى أن ما يضرب من مثل يهدى به كثيراً من الناس ويضل به كثيرا، وانه لا يضل به إلا الفاسقين الذين وصفهم بقوله: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض}. وحكم عليهم بالخسران التام يوم القيامة فقال: {أُولئكَ هُمْ الخَاسِرُون} .من هداية الآيتين ما يلي: 2- يستحسن ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الاذهان. 3- إذا أنزل الله خيراً من هدى وغيره ويزداد به المؤمنون هدى وخيراً، ويزداد به الكافرون ضلالاً وشرا، وذلك لاستعداد الفريقين النفسي المختلف. 4- التحذير من الفسق وما يستتبعه من نقض العهد، وقطع الخير، ومنع المعروف. .تفسير الآيات (28- 29): .شرح الكلمات: {وكنتم أمواتاً فأحياكم}: هذا برهان على بطلان كفرهم، إذ كيف يكفر العبد ربه وهو الذي خلقه بعد أن لم يك شيئا. {ثم يميتكم ثم يحييكم}: إن إماتة الحي وإحياء الميت كلاهما دال على وجود الرب تعالى وقدرته. {ثم إليه ترجعون}: يريد بعد الحياة الثانية وهو البعث الآخر. {خلق لكم ما في الأرض جميعاً}: أي أوجد ما أوجده من خيرات الأرض كل ذلك لأجلكم كي تنتفعوا به في حياتكم. {ثم استوى إلى السماء}: علا وارتفع قهرا لها فكونها سبع سماوات. {فسواهن}: أتمّ خلقهن سبع سماوات تامات. {وهو بكل شيء عليم}: إخبار بإحاطة علمه تعالى بكل شيء، وتدليل على قدرته وعلمه ووجوب عبادته. .معنى الآيتين: وذكر من أدلة وُجوده وكرمه. ما يصبح الكفر به من أقبح الأمور وصاحبه من أحط الخلائق وأسوأهم حالا ومالا. فمن أدلة وجوده الإحياء بعد الموت والإِماتة بعد الإِحياء ومن أدلة كرمه وقدرته أن خلق الناس في الأرض جميعا لتوقف حياتهم عليه وخلق السموات السبع، وهو مع ذلك كله علمه محيط بكل شيء سبحانه لا إله إلا هو ولا رب سواه. .من هداية الآيتين: 2- إقامة البرهان على وجود الله وقدرته ورحمته. 3- حلّية كل ما في الأرض من مطاعم ومشارب وملابس ومراكب إلا ما حرمه الدليل الخاص من الكتاب أو السنة لقوله: {خلق لكم ما في الأرض جميعا}. .تفسير الآية رقم (30): .شرح الكلمات: {الخليفة}: من يخلف غيره، والمراد به هنا آدم عليه السلام. {يفسد فيها}: الإفساد في الأرض يكون بالكفر وارتكاب المعاصي. {يسفك}: يسيل الدماء بالقَتْلِ وَالجَرْحِ. {نسبح بحمدك}: نقول سبحان الله وبحمده. والتسبيح: التنزيه عما لا يليق بالله تعالى. {ونقدس لك}: فننزهك عما لا يليق بك. والتقديس: التطهير والبعد عما لا ينبغي. واللام في لك زائدة لتقوية المعنى إذ فعل قدس يتعدى بنفسه يقال قدّسَه. .معنى الآية: فأعلمهم ربهم أنه يعلم من الْحِكم والمصالح ما لا يعلمون. والمراد من هذا التذكير: المزيد من ذكر الأدلة الدالة على جود الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته الموجبة للإيمان به تعالى ولعبادته دون غيره. .من هداية الآية: 2- عدم انتهار السائل وإجابته أو صرفه بلطف. 3- معرفة بدء الخلق. 4- شرف آدم وفضله.
|